۶ آذر ۱۴۰۳ |۲۴ جمادی‌الاول ۱۴۴۶ | Nov 26, 2024
الإمام موسی الصدر

وكالة الحوزة ـ ألقى الإمام موسى الصدر محاضرة في بدایة شهر رجب تحدث فیها عن مناسبات هذا الشهر و أهمیة احیاء شعائره، وفي الحلقة الثالثة والأخيرة منها حث الإمام موسى الصدر المجتمع الإسلامي على التذكير بالشهور الدينية بداية شهر رجب.

وكالة أنباء الحوزة ـ ألقى الإمام موسى الصدر محاضرة في بدایة شهر رجب تحدث فیها عن مناسبات هذا الشهر و أهمیة احیاء شعائره، وفي الحلقة الثالثة والأخيرة منها يحث الإمام موسى الصدر المجتمع الإسلامي على التذكير بالشهور الدينية بداية شهر رجب.

شهر رجب، شهر مبارك وموسم لهذه الأعمال. ولا شك أن إحياء هذا الشهر، العودة إلى الله في هذا الشهر، أن يعيش الإنسان هذه المواسم بوعي وبانتباه، ويتخذ من هذه المواسم دروسًا لحياته، لحياته الشكلية. هذه الشعارات والصيام في هذا الشهر لأجل الاستعداد والتفهم الصحيح لهذه المعاني يجعل هذا الشهر، موسمًا عظيمًا ومناسبة كبرى للعودة إلى الله.
ففي الحديث الشريف أن يوم القيامة، ينادى: أين الرجبيون، الذين احترموا شهر رجب وصاموا في شهر رجب، وعاشوا المناسبات والمواسم في هذا الشهر المبارك، بانتباه ووعي، واتخذوا من هذا الشهر ذخرًا كافيًا للحياة السعيدة، وللحياة الإسلامية السليمة، للحياة الحسينية العزيزة؟ وهكذا نجد في هذا الشهر أعمالًا كثيرة، أرجو أن نتوفق في هذه الأعمال.
إخواني، هذه الأشهر الدينية نتيجة لعزلنا الإسلام عن جميع شؤوننا، هذه الأزمة الخانقة لأنه نحن في حياتنا لا نعيش الإسلام في أي شيء من الأشياء. مجتمعاتنا، ليس فقط تركت الأحكام الإسلامية بتاتًا وليس فقط غيرت الأحكام والشريعة والقضاء والميراث وكثير من الأشياء، وليس فقط غيرت الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى الشعارات الدينية بدأت تذوب وتزول، يوم الجمعة صار عندنا يوم الأحد، ولا نعيش يوم الجمعة كما يجب. نحن بإمكاننا أن نحيي يوم الجمعة، كما يحييه أبناء هذه المدينة الطيبة، بالعطلة، عطلة السوق. هذا الشعار كبير يجب أن نحافظ على هذه الشعارات.
البقية الباقية من هذه الشعارات نحافظ عليها، أعتقد هذه الأشهر العربية، وعلى هذا الأساس، نحن بالتدريج ننسى، أولادنا -ربما لا يعرفون- متى شهر رجب ومتى شهر شعبان. يجب أن نحيي هذه الشعارات ونحافظ عليها لأنها مواسم للعبادات، إحياء هذه العبادات التي تحمل في طياتها معانٍ، يعني اليوم القرآن الكريم غير ورق وجلد، في داخل هذا الورق والجلد، هناك معانٍ. وعندما نحن نحافظ على القرآن، لعل الله يوفقنا بأن نهتدي في إطاره. نفس الشيء شهر رجب عندما نحن نعلم أولادنا، أنا أحكي عن شهري رجب وشعبان، والكثير من أولادنا منهم لا يعرفون الأئمة. كثير من الشباب، كثير من الأولاد، أولادنا لا يعرفون الأئمة الاثني عشر، لا يعرفون أسماء الرسل، لا يعرفون هذه المسائل.
أنا عندما أتكلم معكم، إنما أتكلم مع المؤمنين. أولادكم إن شاء الله يعرفون أسماء الأئمة، ويعرفون أصول الدين وفروع الدين. أطمع فيهم حتى يعرفوا أيضًا الشعارات الدينية. في يوم الجمعة يحييونها بالصلاة، يحييونها باللبس الطيب، يحييونها بالفرحة، يعتبرونها يوم العيد، يحييونها بحضور صلاة الجماعة، يحييونها بهذه المناسبات، يعني يحييون هذه المواسم أيضًا.
مثلًا، شهر رجب، يجب أن يعرف أولادنا هذا. يعرفون من سيرتنا، من خُلقنا، من تعاليمنا، من تهجدنا، من صلواتنا، من صيامنا. لا شك أن الذي يحيي هذا الشهر في الحقيقة يعظّم شعائر الله، والتعظيم لشعائر الله من تقوى القلوب. نسأل الله تعالى أن يوفقنا لإكرام هذا الشهر المبارك الذي في بعض الأحاديث الشريفة، شهر أمير المؤمنين (س)، بهذا سمي هذا الشهر.
وعلى كل حال شهر مبارك، وفيه مواسم عديدة كما ذكرت، وإحياؤه وصيامه والدعاء من أفضل الأعمال. ومن أحسن الأعمال هذا الدعاء الذي سمعتم، قُرِأَ بعد الصلاة. والدعاء هذا أيضًا من أفضل الأدعية وأسماها معنىً. نقرأ مرة ثانية وبتفهم هذا الدعاء:
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، يا من أرجوه لكل خير -خطاب إلى الله سبحانه وتعالى طبعًا- يا من أرجوه لكل خير وآمن سخطه عند كل شر، يا من يعطي الكثير بالقليل، يا من يعطي من سأله، يا من يعطي من لم يسأله، ومن لم يعرفه تحننًا منه ورحمة، أعطني بمسألتي إياك -والسؤال أيضًا كمال لأن الله يعطي من يسأله ومن لم يسأله. فإذًا، السؤال توجهنا إلى الله سمو، ومقابلة، وصعود ومعراج- أعطني بمسألتي إياك جميع خير الدنيا وجميع خير الآخرة. واصرف عني بمسألتي إياك جميع شر الدنيا وشر الآخرة، فإنه غير منقوص ما أعطيت -الشيء الذي أعطيتني ليس قليلًا، نحن لا نستقله فإنه غير منقوص ما أعطيت ولكن نطلب المزيد- وزدني من فضلك يا كريم يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا النعماء والجود. يا ذا المن والطول، حرّم شيبتي على النار.

 

ارسال التعليق

You are replying to: .
captcha